RTL

Pages

القراءة الورقية أم الرقمية

 لم أتصور في يوم من الأيام أنني سأقرأ من شاشة رقمية، فقد كنت من انصار الكتب الورقية والمقدسين لها - وما زلت - ولكن في الفترة الأخيرة أصبح تق...

 لم أتصور في يوم من الأيام أنني سأقرأ من شاشة رقمية، فقد كنت من انصار الكتب الورقية والمقدسين لها - وما زلت - ولكن في الفترة الأخيرة أصبح تقدم التكنولوجيا سريع جدا، وأصبحت القراءة الورقية بعض الأحيان تمثل عائقاً، والقراءة عن طريق أبجد تمثل إغراءاً.



تطبيق أبجد تطبيق يتيح لك قراءة الكتب عن طريق اشتراك رمزي أقل من 10 دولار- وقت كتابة التدوينة - وهو يذكرنا بالمكتبة العامة سابقا وكيف تستعير منها الكتب، ولكن تبقى المشكلة الموجودة في المكتبة العامة موجودة في التطبيق، وهي حب الإنسان للتملك، حب القارئ المخلص في توريث كنزه الثمين لذريته، حب التفاخر بوجود كتاب أثري وقديم من ضمن مجموعته.

في الحقيقة أقللت من الكتب الورقية حماية للبيئة، أمزح بالطبع فمن الممكن أن نكون مخلصين للبيئة إلا في امتلاك الكتب، ولكن تطبيق أبجد والذي تطور بشكل مبهر يعطي أفضلية ببعد الكتاب عنك ضغطة زر، فتقرأ بشتى المجالات والروايات المختلفة، تنتهي من كتاب وتبدأ بآخر وأنت على مقعدك، تتنقل بين الكتب لتقرأ فصلا من هذا وفصلا من ذاك بدون أن تحدث فوضى على طاولتك.

أفتقد من الكتب الورقية ملمسها ورائحتها، أفتقد الاحساس بقرب نهاية الكتاب من عدد الاوراق على يدي اليسرى، أفتقد الكتابة على الهوامش والخطأ عند وضع خط تحت جملة مهمة، القراءة الرقمية - تطبيق أبجد تحديداً - تحاول التعويض عن تجربة القراءة الورقية ولكنها بعيدة جداً.

أحاول حاليا الموازنة بين الطريقتين أقرأ دائما من أبجد 80% من قراءاتي عن طريقه، واقرأ ورقيا الكتب غير الموجودة في أبجد، وأمتلك الكتاب الذي أستمتع بقرائته وأريد أن أورثه لأبنائي أو أجعله ماثل أمامهم ليقرأوه، الكتب ميراثنا لأبنائنا وأحفادنا، تبقى الكتب الورقية الخيار الأسلم في جميع الأوقات.