هل اعتقدت في يوم من الأيام أن المشروع الذي بين يديك هو فرصة عمرك التي قد تغيير حياتك، أو اعتقدت بأن فرصة لقاء الشخص المسؤول هي فرصة عمرك ال...
هل اعتقدت في يوم من الأيام أن المشروع الذي بين يديك هو فرصة عمرك التي قد تغيير حياتك، أو اعتقدت بأن فرصة لقاء الشخص المسؤول هي فرصة عمرك التي ستصعد بك للقمة، أو اعتقدت بأن المشاركة في هذه الدورة أو هذه المسابقة أوهذه التجربة هي فرصة العمر، ليخيب ظنك بالنجاح وتعود لتتحين الفرصة القادمة، لست وحدك فجميعنا كذلك.
كتب التنمية الذاتية تتكلم كثيرا عن فرصة العمر أو الحظ، وتتكلم عن الاستعداد لها وتصيدها، ولكن نادر ما تتكلم عن الخطوات الصغيرة والمتغيرة التي نخطوها وسنظل نخطوها حتى الموت، الحياة عبارة عن قرارت متكررة، كل ما اتخذت قرار تظهر لك عدة مسارات تحتاج قرار جديد، فرصة العمر اعتقاد خاطئ فحتى هذه الفرصة قد تضيع بعد قرار خطأ من ضمن سلسلة قرارات الحياة.
نضع لأنفسنا هدف للحياة ونقاتل للوصول إلى هذا الهدف، والتيار يأخذنا لمسارات بعيدة ونظل نكافح للرجوع للمسار الذي حددناه، ويعود التيار ليجرفنا من جديد، وكل مره نعتقد أن هذه فرصة العمر التي ستأخذنا لهذا المسار، ونعيش حياتنا نكافح دون أن نستمتع بالرحلة، هذا ما كنت أعيشه في الفترة السابقة.
كنت أضع هدف وأكافح للوصول إليه وكل مره أعتقد أن التالي هو فرصة العمر، الفلم القادم هو الفرصة القادمة، المشاركة في دورة الاخراج هذه هي الفرصة القادمة، المشاركة في الجزيرة الوثائقية هي الفرصة القادمة، وهكذا لم استمتع برحلة الاخراج فقد كنت أركز بفرصة العمر، كنت أعتقد أن هناك نقطة إذا وصلت إليها يعمل كل شيء لصالحك.
كنت أعتقد أن الاخراج الوثائقي هو هدفي في الحياة، اخراج أفلام وثائقية تساعد في تغيير العالم، ولأنني لم أتعرف على نقاط قوتي وضعفي كان التيار يجرفني عن هذا المسار في كل مره، تعلمت الكثير من المهارات، التصميم والثري دي والتصوير والانتاج والموشون جرافيكس في سبيل اخراج أفلام وثائقية، بعد جلسة مع الذات وجدت أني أريد انتاج محتوى لمواضيع جادة أكثر من صناعة أفلام وثائقية، وهذا الذي حولني لأعمل على قناة اليوتيوب .
يقول ستيف جوبز في فترة الجامعة أخذ مقرر في الخط ولا يعلم لماذا أخذه، هذا المقرر ساعده في إضافة خطوط جميلة في جهاز الماك، في كتاب فن العمل لجيف غوينز، يعرض قصص لأشخاص تتغير مسارات حياتهم ويعيشون مع التيار لتتغير أعمالهم وحياتهم، عندما ننظر للماضي نستطيع توصيل خط للنقاط التي التي ممرنا بها وأوصلتنا لما نحن عليه اليوم.
في قصة سيدنا موسى التي ذكرت في سورة الكهف التي نقرأها كل جمعة، مجموعة من الأحداث التي لا يرى لها سيدنا موسى تفسير ولكن يرد عليه الرجل الصالح وكيف تصبر على ما لم تحط به خبرا، ونحن كذلك، الأحداث التي تغير مسار حياتنا ونعتقد أننا فوتنا فرصة العمر هي نقطة تبعدك عن هدف لتقربك لهدف أفضل ولكننا نحزن لأننا لا نصبر على ما لم نحط به خبرا.
عندما أنظر إلى الماضي وقراراتي التي اتخذتها، أتفهم لماذا وصلت إلى هذا المكان، أحاول الآن أن أستمتع في الرحلة في صناعة محتوى ثقافي ووثائقي، صناعة محتوى بالكتابة مثل هذه المدونة أو محتوى مرئي مثل قناة اليوتيوب أو حتى محتوى عن طريق التصميم، ولا أعلم ماذا يخبأ لي المستقبل وما هي القرارت الكارثية التي قد تبعدني عن هدفي، ولكن أعلم أن الله يريد لي الخير.