التركيز في عصر المشتات الداخلية والخارجية

لا يختلف اثنان على أننا نعيش في عصر تتسابق فيه الشركات والأفراد للاستحواذ على انتباهنا، وهو ما يجعل الشركات تدفع الملايين على الاعلانات والت...

لا يختلف اثنان على أننا نعيش في عصر تتسابق فيه الشركات والأفراد للاستحواذ على انتباهنا، وهو ما يجعل الشركات تدفع الملايين على الاعلانات والتسويق، ويدفع الأفراد في وسائل التواصل الاجتماعي على الاستخفاف والعري ومحاولة الخروج عن المألوف، إنه عالم مجنون

كل هذه الفوضى تزعزع قيمنا وتقلق دواخلنا، بالإضافة إلى كمية الأفكار والرسائل في الاعلانات التي نغرق بها، تحشر هذه الاعلانات قيمها الاستهلاكية لتختل منظومة قيمنا، إعادة التوازن في حياتنا النفسية والخارجية شبه مستحيل.

خلال سنتين أحاول التركيز على قناتي في اليوتيوب، ولكن التشتيت في الأفكار دائما يعيق تقدمي، أريد أن أنتج محتوى وثائقي، يتمتع فيه المشاهد ويكتسب ثقافة ومهارات في التقكير، أحاول أن أبهر المحتوى بالقليل من الاستفزازية، ولكن مازلت أتردد بين فلم وفلم.

أحياناً أحاول أن تعليم صناعة الافلام الوثائقية، فأنتج أفلام في هذا الخط، وأنتجت ثم حذفت أفلام تحلل الافلام الوثائقية، أنتج أفلام ذات محتوى وثائقي، وفكرت أن أقدم بودكاست وثائقي، مرجع ذلك أنني أريد مواضيع تجذب المشاهدين، وهي قيمة دخيلة على منظومة قيمي، فقيمتي هي أن أتعلم وأنشر العلم والوعي والثقافة، لو شخص واحد أستفاد من محتواي يكفيني.

التركيز في عصرنا يكاد يكون مستحيل، نحتاج إلى الهدوء لمراجعة قيمنا وأهدافنا، ثم نسعى إلى تحقيقها دون الالتفات إلى أهداف أخرى لا تساهم في دعم قيمنا أو تحقيق رؤيتنا، لا أعول كثيرا على كتب التنمية البشرية فهي مليئة الترهات والتفاهات، ولكن اذا كنت تريد كتاب قد يغيير حياتك مثلما يفعل في حياتي الان فهو كتاب العادات السبعة للناس الاكثر فعالية، ولكن ارجوك ان كنت تتقن الانجليزية فقرأه بلغته الأصلية.

بالمختصر اذا كنت تهدف إلى أن يكون التركيز أولوية في حياتك، أخبرك من الآن أنها عملية يومية فيها تحدي لكل حالاتك النفسية، لتتغلب على المشتات الداخلية والخارجية في سبيل تحقيق رؤيتك وأهدافك، تريد التركيز، حظاً موفقاً