أعمل على فلم عن التجارب البحثية واستخدماتها، فتذكرت تجربة القرود الخمسة في التعرف على عادات المجتمع، وكنت قد قرأت عن هذه التجربة في أحد كتب ...
أعمل على فلم عن التجارب البحثية واستخدماتها، فتذكرت تجربة القرود الخمسة في التعرف على عادات المجتمع، وكنت قد قرأت عن هذه التجربة في أحد كتب التنمية الذاتية، فبدأت بالبحث عنها في الانترنت ووجدت الكثير من المقالات والفيديوات التي تشرح التجربة بشكل دقيق.
يقوم باحثون بوضع خمسة قرود في قفص، وفي منتصف القفص يوجد سلم يمكن القردة من الوصول إلى مجموعة من الموز، عندما يحاول أحد القردة بالصعود إلى الموز يقوم الباحثون برش الماء البارد على بقية القردة، وبعد عدد من السبحات الباردة يتعرف القردة على سبب رشهم بالماء البارد، وأي قرد يتجرأ على صعود السلم يضرب من بقية القردة حتى يستسلم.
بقي الموز مكانه فلا أحد يريد أن يضرب ولا أن يرش بالماء البارد، بعد ذلك استبدل قرد جديد بأحد القردة، فحاول المسكين صعود السلم فتم ضربه ضربا مبرحا، وكلما حاول أن يتسلق السلم يضرب حتى ييأس من الموز المعلق، ومره أخرى استبدل قرد جديد بقرد قديم عاش وضع الماء البارد، وعندما حاول صعود السلم ضرب من الجميع حتى القرد الذي لا يعلم لماذا ضُرب أو لماذا يُضرب، وحتى بعد استبدال جميع القردة، ظلت هذه العادة موجودة فيهم فأي قرد يريد أن يتسلق السلم يضرب.
عندما قرأت التجربة تفهمت لماذا نتمسك بعاداتنا التي وجدنا عليها آباءنا، وكل شخص تكلم عن العادات معي سردت له التجربة ونَظَّرت أن نحن لا نعلم لماذا نقدس هذه العادات، وعندما أردت أن أضع بعض الفلسفة في فلمي القادم وأُنظِّر حول التجربة العلمية، بحثت عن الموضوع ليكون متكامل وذو أساس علمي.
كل ما أجد الموضوع يكون حول باحثون يجرون تجربة، في كل فيديو ومقال وفي مواقع مشهورة، حاولت أن أجد اسم العالم الذي صمم التجربة أو المعهد الذي أقيمت فيه التجربة لم أجد، فكان هناك أكثر من مقال يحرف بالقصة قليلا، ولكن في النهاية علماء النفس أنكروا هذه التجربة.
يبدو أن التجربة الأساسية كانت عبارة عن قردين فقط ومن نفس الجنس، وكان الهدف تجربة الخوف بين القردين، فكان كل قرد يصرخ على القرد الآخر ليخيفه، وتحورت هذه التجربة لتكون قصة عن خمسة قردة واسقاطها على عادات العمل أو عادات المجتمع، كتب تنمية الذات دائما تفعل هذه الطريقة لتعطي نظرياتها صبغة علمية، عندما تقرأ تجربة في المره القادمة تأكد من الباحث أو المعهد الذي أقام بهذه التجربة.