RTL

Pages

لماذ خلق الله كورونا؟

  هذا أحد أسئلة تالي الليل ، وقد ارتبط هذا السؤال بأمرين، حالة الحظر التي سجنتنا في بيوتنا، ومشاهدت أبنائي لانهماكي على صنع فيلم عن لقاح فاي...

 هذا أحد أسئلة تالي الليل، وقد ارتبط هذا السؤال بأمرين، حالة الحظر التي سجنتنا في بيوتنا، ومشاهدت أبنائي لانهماكي على صنع فيلم عن لقاح فايزر، إجابتي قبل صناعة الفيلم مختلفة تماما عن إجابتي بعد صناعة الفيلم.


نمر في عصرنا هذا بتقدم علمي هائل، فالمعلومات تتغير تغيراً كلياً كل ثمانية أشهر، ووصلنا إلى تكنولوجيا لم نكن نتصور أننا سنصل إليها قبل عشر سنوات، والتقدم كان في شتى المجالات، وكمية التعاون بين العلماء والتقنيين قلل من فجوة نقل العلم وتبادل الأفكار والآراء وجعل العالم قرية سهل التنقل بين أطرافها تقنياً وعملياً.

ويأتي هذا الفيروس الذي لا يعتبر كائن حي، فهو ميت علمياً ولا ينشط إلا بعد اندماجه بمضيف، هذا الفيروس الذي حتى البكتريا لا تستطيع أن تراه من صغر حجمه، ليصنع جائحة ويرفع حالة الطوارئ في العالم، هذا الفيروس الذي يحتوي على فقط 11 ألف قاعدة نيتروجينية في حمضه النووي يحطم ويقتل خلايا جسم الإنسان الذي تحتوي الخلية الوحدة على 3 مليار قاعدة نيتروجينية.

هذا الفيروس الذي لا أحد يعلم من أين أتى تحديدا، غير التكهنات، ولا كيف تمت الإصابة به، أستغرق العالم ثمانية شهور كاملة ليصنع لقاح لا أحد يعلم إن كان سيتمكن من القضاء عليه أم لا.

فيروس بهذا الحجم يقتل في الولايات المتحدة وحدها، أكثر من جميع قتلاهم على مدى مئة سنة من الحروب، كلما أعتقد العالم أنه سيطر على الفيروس تحور إلى سلالة جديدة تصيب الكثير وتتلف أجسامهم إن لم تقتلهم.

كانت ستكون إجابتي أن الله خلق الفيروس لنرجع إليه ونعبده وندعوه بأن يزيل هذا الوباء ونعود لحياتنا الطبيعية التي فقدنا معها الحرية والأمان، لكن بعد الفيلم، أعتقد خلق الله هذا الفيروس حتى يرى البشر مقدار أنفسهم وحجمهم بعد أن أصابنا الغرور وعبدنا العلم والتكنولوجيا، لنرى حتى تراكمات العلم لم تستطع أن تقضي على الوباء، هذه قرصة أذن لخليفة الأرض.