RTL

Pages

خمسة أنواع عن تمويل الأفلام الوثائقية

أكبر مشاكل صناعة الأفلام هو التمويل على الصعيدين الوثائقي والروائي، ولكن في الإنتاج الوثائقي تكون المشكلة أكبر، فأنت توازن بين التمويل ومباد...

أكبر مشاكل صناعة الأفلام هو التمويل على الصعيدين الوثائقي والروائي، ولكن في الإنتاج الوثائقي تكون المشكلة أكبر، فأنت توازن بين التمويل ومبادئك فلا يطغى أحدهما على الآخر، في احدى حلقاتي في اليوتيوب تكلمت عن تصنيفات الأفلام الوثائقية حسب وجهة نظر النقاد، في هذه التدوينة سأتناول أنواع الأفلام تمويليا من وجهة نظري.



عندنا خمسة تصنيفات من ناحية الإنتاج، ممكن يكون هناك طرق أكثر فأحب أن أسمع منكم في التعليقات، قد يعتقد البعض أن الانتاج الوثائقي لا يحتاج تمويل وإن وجد فهو شيء بسيط لا يحتاج إلى التهويل والبحث عن جهات تمويلية، لن أعدد معكم احتياجات الفيلم الوثائقي ماليا، ولكن شراء الوقت قد يكون أهم احتياج لصناع الأفلام الوثائقية، فكلما زاد عدد الأشخاص في العمل قل وقته، وكلما زاد تخصص العاملين زادت جودته واحترافيته، ونقطة أخرى إذا لم يوجد التمويل فلن يكون هناك ميزانية متخصصة للإعلان، وبدون إعلان لن يستطيع العمل أن يبرز وسط هذه الفوضى الإعلامية.


1- الإنتاج السينمائي أو الهوليوودي

هو إنتاج يعتمد على العرض والطلب والافكار التجارية، يعتمد على جذب الجمهور ونموذج رحلة البطل، هذا الإنتاج مبني على المتعة أكثر من الحقائق، يعتبر ايرل موريس أول من أدخل هذا النظام بشكل جدي بعد فلمه the thin blue line، والذي حقق إيرادات أكثر من الإنتاج، ايرل موريس مخرج سينمائي فشل في صناعة فيلم روائي، وعندما عمل كمحقق خاص ليدفع نفقاته وجد قصة حقيقية استطاع تحويلها إلى فلم وثائقي بنكهة روائية ليصبح أيقونة في عالم الوثائقيات، الانتاج الهوليوودي ينتج أفلام ممتعة بصريا وفيها قصة تستحوذ على أفكارك، وتحتوي على ميزة قوية، التفاعلات الإنسانية، فتعتمد على العلاقات البشرية والصراعات داخل النفس الإنسانية، هذه الأفلام تنظر إلى التفاصيل الدقيقة بعيدا عن الصورة الشاملة، فالحروب في الصورة الكبيرة تنتج أعداد قتلى وصراع قوى سياسية وخسائر اقتصادية، ولكن كتفاصيل، تنتج من الحروب مآسي انسانية وقصص مؤلمة لجنود وضحايا معروفين العدد مجهولين الاسم، فهذه الأفلام عادة تبرز هذه القصص، وكما هناك أفلام جيدة هناك أفلام سيئة تعتمد على التشهير والتدليس والتهكم، كأفلام مايكل مور.


2- الأفلام التجارية

الانتاج الهوليوودي يحاول أن يوازن بين جودة الفيلم وما بين المردود المادي من العمل، الأعمال التجارية تلغي الهدف الأول من المعادلة، أكثر اعتماد الأفلام التجارية هو الإثارة، تشاهد إعلان عن فيلم فيتدفق الاندريالين لديك، وبعد أن تشاهد الفيلم لن تخرج منه إلا بكمية اندريالين زائدة، أقوى رجل في العالم، أطول شارب، أخطر حيوان على الأرض، مع ذلك لها محبينها، وبعض قنواتنا الرسمية تستمع ببثها، تذكرني هذه الأفلام بكتب الطبخ والتنجيم والروايات الهابطة.


3- الأفلام الأكاديمية والمنظمات

عادة تكون أفلام تخصصية بحته لغرض تعليمي أو أكاديمي، ولكن بعض شركات الانتاج أضافت الحيوية للأفلام باستخدام بعض أساليب الأفلام السينمائية لكن دون الإخلال بالحقيقة أو تهميش المعلومات، لكنها في بعض الأحيان تفتقد الجانب العاطفي في أفلامها وتعرض الشعوب كثقافة كما هي، كمعلومة تصادفها في أحد كتب سؤال و جواب، من هذه الشركات ناشونال جيوجرافيك وهيستوري وديسكفري، مشكلة بعض المنظمات التي تمول الأفلام الوثائقية أنها تتدخل كثيرا في هدف الفيلم لصالح توجهات المنظمة والبروباغندا، بعض الأهداف نبيلة مثل التغيير المناخي أو الصيد الجائر ولكن بتدخلها قد تحجب حقائق أو رأي مناهض لها.


4- الأفلام الإخبارية

هي أفلام وثائقية ، أو هكذا ينبغي أن تكون، تنتجها القنوات الإخبارية، وعلى حسب توجه القناة يكون توجه الفيلم، جميع المواد تعتمد على التغطيات والاخبار والتقارير، فشكل الأفلام الوثائقية يأخذ شكل التقارير الإخبارية ولكن على مده أطول بمنحنى للقصة أو منحنى للتشويق، الأصل في القنوات الإخبارية هو عدم الحياد، ولكن من الناحية الوثائقية قد تكون أكثر القنوات حيادا هي أفلام البي بي سي إلى حد ما، الصراحة احترت إذ أضعها في هذه القائمة الإخبارية أم القائمة السابقة، الأكاديمية والمنظمات، لكن آثرت وجودها هنا لأنها مجموعة من القنوات لها ذات التوجه، قد يكون طريقة تمويلها هو ما يضعها بهذه الحيادية، فهي تمول عن طريق ضرائب البريطانيين، فأي انحراف في المحتوى أو تحيز لصالح فئة يواجه من قبل دافعي الضرائب، طبعا التحيز ضد البريطانيين فقط او سياستهم، ومع ذلك لا تخلو الأفلام من التوجيه.


5- الإنتاج المستقل

هو أن تصنع أفلام مبنية على مبادئك و اعتقاداتك وتحليلك دون التدخل من جهة ممولة، أكبر مشاكل هذا النوع هو انتشار الفلم والمعيشة الكريمة، صحيح أن الهدف من صناعة الأفلام الوثائقية هو نشر الوعي وتغيير سلوك المجتمع بإيجابية، ولكن في المقابل نحتاج كصانعين أفلام أن نعيش حياة كريمة، فنحتاج أن يكون هناك مردود مادي مقابل الأفلام التي نصنعها، وكل شخص يتمنى أن يرى فلمه منتشر، هناك من حاول أن يوازن ما بين أهدافه وأهداف الجهات الممولة، وهناك من بحث عن جهات لديها نفس توجهه، وهناك من سلم فلمه للجهة التي ستدفع أكثر، يذكر المخرج كين بيرنز هذا المفترق في بداية حياته العملية، فبعد فيلم جسر بروكلين الذي أنتجه ورشح للأوسكار وخسر، أصبح ما بين البقاء في نيويورك والدخول بتعاون مع شركات الانتاج، أو الانتقال إلى ولاية أقل تكلفة وانتاج ما يريد من أفلام، فاختار الخيار الثاني ليوثق تاريخ الولايات المتحدة بمتعة بصرية وتصبح أفلامه مرجع للمؤرخين والطلبة.

قد يكون يوتيوب وvimeo اختيارات جيدة لنشر الأفلام في زمن الانترنت، ولكنها ما تزال ذات مردود متذبذب وغير متوقع، وتحتاج إلى عمل مضاعف للنشر، ومع هذا فهي تحت مقصلة قوانين منصة النشر، فيمكنها إنهاء قناتك تحت ذريعة خرق القوانين مثل ضد المثلية أو معاداة السامية.


بقي نوع واحد وهو الانتاج الحكومي، ولا أحتاج أن أفصل في هذا الموضوع فنحن نعلم أين سنصل في النهاية.